من أفضل ما ينفعُ الميتَ في قبره دعاءُ الصَّالحين له، ولهذا شرع لنا النبيُّ ﷺ أن نصلِّيَ على الميتِ إذا مات، وأن ندعُوَ له، وكان يقولُ لأصحابِه: (استغفروا لأخيكم، وأدعوا له بالتَّثبيتِ). [أخرجه أبو داود بسند حسن].
قال العلماء: الدعاءُ ينفعُ الأمواتَ، ومما يدلُّ لهذا حديثُ أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ؛ إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له). [أخرجه مسلم].
وليس الأمرُ مقتصرًا على دعاءِ الولدِ لوالدِه، بل يمتدُّ الدعاءُ ليشمَلَ كلَّ مسلم.
ومن أفضلِ الأدعيةِ للميت أن تدعوَ له بالمغفرة، وقد كان من دعاء نوح عليه السلام: ﴿رَبِّ اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيتِيَ مُؤمِنًا وَلِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَلا تَزِدِ الظّالِمينَ إِلّا تَبارًا﴾ [نوح: ٢٨].
وكان من دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ﴾ [إبراهيم: ٤١].
وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله ﷺ: (إن الله عزَّ وجلَّ ليَرفعُ الدرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنةِ، فيقولُ: يا رب، أنَّى لي هذه؟ فيقولُ: باستغفارِ ولدِك لك). [أخرجه أحمد بسند حسن].
فاللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتِنا وأجدادِنا، وكلِّ أحبابِنا، وكلِّ من له فضْلٌ علينا، وكلِّ مسلمٓ مات على التوحيد، اللهم آمين.
