Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالاترقائق

أخطر ٥ ذنوب في عشر ذي الحجة تسبب الفقر وعذاب القبر وتجلب لعنة الله عز وجل وللأسف يفعلها كثير من المسلمين

أيام عشر ذي الحجة هذه أيامٌ مباركة، قال الله عز وجل: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم} [التوبة: 36]، إذًا أيها الأحباب، نحن مطالبون في هذه الأيام بأمرين:

الأول: أن نجتهد في طاعة الله.

والثاني: أن نحجم عن معصية الله.

فنسابق إلى الخيرات، ونتباطؤ في المعاصي والسيئات.

وسأذكر خمسة ذنوب فقط لأن الوقت لا يتسع، والذنوب كثيرة، وكل منّا أدرى بذنوبه ومعاصيه، وإنما أذكر نماذجَ لذنوب من الكبائر العظيمة الذي يفعلها – بدون مبالغة –  كثير من المسلمين.

الذنب الأول: تأخير الصلاة عن وقتها:

وهذا الذنب قد يفعله الآن ٨٠% من المسلمين، لا أعلم الإحصائية ولكن أحسَبُ النسبة كبيرة جدًا الصلا، فالذين يصلون الفجر بعد وقته ويصلون الصلاةَ بعد الرجوع من العمل إلى البيت كثيرون، وهذ حرام ولا يجوز..

قال الله تعالى: {فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ*الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهونَ} [الماعون: 4-5].

إذا أردت أن تدرك بركة هذه الأيام فابدأ بالمحافظة على صلاة الفجر، ولماذا الفجر؟ لأنه ما من أحد يحافظ على الفجر ويفرط في العصر.

أيها الأحبة، لقد قال النبي ﷺ في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم: (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)، هذا فيمن ترك صلاة واحدة، يقول العلماء: من تركها حتى انقضى وقتها حبط عمله. وكلمة (حبط عمله) لها تأويلات عند العلماء، ولكنها بلا شك تقتضي الوعيد الشديد جدًا، فاحذر هذا الذنب العظيم.

وانتبه، فأنا لم أقل: (ترك الصلاة)، فترك الصلاة هذا مصيبة كبيرة جدًا، إنما أتكلم عن تأخير الصلاة عن وقتها، فالله عز وجل قال: {إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا} [النساء: 103]، فلها وقت محدد لا يجوز أن تؤخرها عنه، قال ربنا: {فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ} [مريم: 59]، قال: أضاعوا، ولم يقل: تركوا.

فابدأ بالمحافظة على الصلاة، واستغفر الله، وإذا كان لك صلوات ماضية لم تصلها فقد تكلمت عن هذا بالتفصيل في موضع آخر.

الذنب الثاني: عقوق الوالدين:

وهذا من أكبر الكبائر، وللأسف فإن كثيرًا من المسلمين يفعله، قال ربنا: {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا} [الإسراء: 23]، فإذا كنت تعبد الله فلا بد أن تحسن إلى والديك، وقال النبي ﷺ في الحديث الذي حسَّنه بعض أهل العلم: (رضا الله من رضا الوالد، وسخط الله من سخط الوالد). وعندما تحدث النبي ﷺ عن أكبر الكبائر ذكر منها: (عقوق الوالدين).

فأولى الناس بإحسانك على وجه الأرض ليست زوجتك ولا أبناءك ولا إخوانك ولا أصدقاءك، بل أبوك وأمك، هؤلاء هم أولى الناسبك، قال ربنا: {وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا} [لقمان: 15]، وقال: {فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا}[الإسراء: 23]. فمهما فعلا أو أساءا فحاول أن تحسن إليهما قدر استطاعتك، أما إذا كنت عاقًّا لوالديك فاحذر، فهذا ذنب كبير عند الله عز وجل.

الذنب الثالث: الخوض في أعراض المسلمين:

وهذا يفعله كثير منا، والمشكلة أننا نفعله دون أن ننتبه، وهذه هي الطامة الكبرى.

الغيبة: ذكرك أخاك الغائب بما فيه بما يكره، فأنت لا تفتري عليه، بل هو سارق، هي شخص سيء، ولكن هذا لا يبيح لك أن تخوض في عرضه، قال النبي ﷺ: (إذا كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإذا لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)، وقال النبي ﷺ: (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال). وماردغة الخبال؟ عصارة أهل النار، أي: نتن أهل النار والعياذ بالله، سلّمنا الله وإياكم من عذاب النار.

إذًا لا تخُض في أعراض الناس، وإذا أردت أن تتكلم عن أحد بسوء فيه، فاذهب إليه أولًا وانصحه برفق ولطف، ولكن في بعض الحالات قد تجوز الغيبة للمصلحة العامة، وبقدر الضرورة، فمثلًا: إذا أتاك شخص يستشيرك في شخص تقدم إلى ابنته، فأخبره بعيوبه ومميزاته، فالغرض هنا المصلحة العامة والنصيحة، لكن أن تتكلم بدون مصلحة عامة للمسلمين، فهذا لا يجوز، وهو حرام.

وقد مرّ النبي ﷺ على ناس يعذبون في قبورهم، فكان سبب العذاب أنه قال: (هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم). فهذا ذنب يسبب عذاب القبر، نسأل الله أن يسلّمنا.

وهذا الذنب يأكل الحسنات، فهذا الذي تكلمت عنه لا يأخذ منك أموالًا، بل يأخذ منك حسنات، فأنت تصلي وتصوم وتتصدق وتجتهد في العمل الصالح في العشر من ذي الحجة، وهو يأخذ منك كل ما قدمته، ولهذا فإن الكلام عن هذه الذنوب مهم جدًا، حتى تكون على حذر.

الذنب الرابع: أكل المال الحرام:

وأشهر المال الحرام: الربا، فاحذر الربا، واجتنب التعامل به، وخذ بالأحوط.

فالذي يدفع مالًا بالربا، والذي يأخذ، والذي يكتب، والذي يشهد؛ كلهم ملعونون على لسان رسول الله ﷺ والعياذ بالله، لوهذا يدلك على طورة هذا الذنب.

وهو من السبع الموبقات والعياذ بالله.

ومن صور أكل المال الحرام: السرقة، والغش، والنصب، والاحتيال، الخداع، الحلف الكاذب في البيع والشراء، فكل هذا من صور أكل المال الحرام، فاجتنبه، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب، يارب! ومطعمه من حرام، ومشربه من حرام، وملبسه من حرام، وغذّيَ بالحرام، قال ﷺ: (فأنّى يستجاب له؟)

أسأل الله أن يكفينا وإياكم بالحلال عن الحرام.

الذنب الخامس: التبرج، إظهار المرأة الزينة المحرمة:

وهذا خاص بالنساء، فيجب على المرأة أن تستر جسمها، وألا تُظهر مفاتنها، قال ربنا: {وَلا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إِلّا ما ظَهَرَ مِنها} [النور: 31].

وقد قال النبي ﷺ: (صنفان من أهل النار لم أرهما، وذكر منهما: نساء كاسيات عاريات)، فهي تلبس ولكنه لباس غير مستوفٍ شروطَ الحجاب التي ذكرها العلماء، وهي باختصار شديد:

١- ألا يكون ضيقًا، بل فضفاضًا واسعًا.

٢- ألا يشفّ، فلا تلبسُ واسعًا وتغطي كامل جسمها، ولكنه يكون شفافًا تظهر منه البشرة، فهذا لا يجوز.

٣- ألا يكون زينة في نفسه، فلا تلبسُ واسعًا فضفاضًا لا يشف، ولكن الملابس ذاتها فاتنة، يقول العلماء: يشترط ألا يكون زي المرأة في نفسه زينة، فلا يشترط للمرأة أن تلبس الأسود فقط، ليس ذلك فرضًا -وإن كان أكثر حشمة-، بل يجوز لبس الملابس الملونة، ولكن الذي لا يصح هو أن أن تلبس ملابس هي في ذاتها زينة وتلفت الأنظار، كالملابس المزخرفة والمزركشة ونحوهما.

أما تغطية الوجه ففي ذلك خلاف ما بين الوجوب والاستحباب، أما بقية الجسم فلا خلاف فيه فيما أعلم، أما من يقول: إن النقاب الذي يغطي الوجه عادة وليس عبادة؛ فنقول له: راجع نفسك؛ فإن أقوال العلماء تدور بين الوجوب والاستحباب، ولم يقل أحد أنه عادة وليس عبادة.

قال النبي ﷺ: (نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائل، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)، فإذا كنتِ أيتها المسلمة غير محجبة؛ فانو في هذه الأيام أن تتوبي من هذا الذنب، والبسي الحجاب.

وأنت ايها الرجل؛ إذا كانت لك أخت أو زوجة أو والدة غير محجبة، فانصحها إذا لم يكن لك ولاية، أما إذا كان لك ولاية كأن تكون أبًا، فألزمها بالحجاب، لا تقل: عندما تقتنع، فأنت مسؤول عنها.

أسأل الله أن يغفر لي ولكم جميع الذنوب، وأن يرزقني وإياكم بركة هذه الأيام.

استمع على موقع ساوند كلاود:

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى