Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رقائق

أعظم دعاء كان النبي ﷺ يقوله عند الكرب ❤️

عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: كان النبيُّ ﷺ يدعو عند الكربِ: (لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمِ). [أخرجه البخاري ومسلم].

وللبخاري: (العليمُ الحليمُ). وللترمذي: (الحليمُ الحكيمُ). ولابن ماجة: (الحليم الكريم).

ولمسلم: (أن رسولَ الله ﷺ كان يدعو بهن ويقولُهن عند الكربِ).

ولمسلم: (أن النبيَّ ﷺ كان إذا حزَبه أمرٌ قال: ..).

ولأحمد بسند صحيح: (كان إذا حزَبه أمرٌ قال: لا إله إلا اللهُ الحليمُ العظيمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرشِ الكريمِ، لا إله إلا الله رب العرشِ العظيم، لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرش الكريم، ثم يدعو). وله ألفاظ أخرى.

قال الطبري: كان السلفُ يدعون به، ويُسَمُّونه دعاء الكرب.

وقال النووي: هذا حديثٌ جليلٌ، ينبغي الاعتناءُ به، والإكثارُ منه عند الكربِ والأمورِ العظيمة.

فكان النبيُّ إذا حزبه أمرٌ وألمَّ به أمرٌ شديدٌ دعا بهذه الدعوات العظيمة.

قال العلماءُ: (الحليم): الحليم الذي يؤخِّرُ العقوبةَ مع القدرةِ. (العظيم): الذي لا شيء يعظُمُ عليه. (الكريم): الذي يعطي فضلًا منه.
قالوا: ووصفُ العرش بالكريم، أي: الحَسَن من جهةِ الكيفية، فهو ممدوحٌ ذاتًا وصفةً، وفي قوله: (رب العرش العظيم) وصفه بالعظمةِ من جهة الكمية.

وقال الطيبي: صدر هذا الثناءُ بذكر الرب ليناسبَ كشفَ الكربِ؛ لأنه مقتضى التربية، وفيه التهليلُ المشتملُ على التوحيد، وهو أصلِ التنزيهات الجلالية، والعظمة التي تدل على تمامِ القدرة، والحلم الذي يدلُّ على العلمِ؛ إذ الجاهلُ لا يتصور منه حلمٌ ولا كرمِ، وهما أصلُ الأوصافِ الإكرامية.

وقد يُقَال: إن هذا ذكرٌ وليس فيه دعاءٌ، وأجاب العلماءُ على هذا بجوابين:

الأول: أن هذا الذكرَ يَستفتِحُ به الدعاء ثم يدعو بما شاء، ويُقوِّي هذا الوجهَ روايةُ أحمد.

قال بعضُ العلماء: كان يقال: إذا بدأ الرجلُ بالثناء قبل الدعاءِ استجيب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناءِ كان على الرجاءِ.

فإذا قدمتَ بين يدي دعائِك بهذا الثناءِ على الله، والاعترافِ له بالوحدانية، وأنه الربُّ الذي لا يتسحقُّ العبادةَ إلا هو سبحانه، فكن على يقينٍ أن الإجابةَ قريبةٌ منك إن شاء الله، فاصدُق في دعائك، وثق بربك.

والثاني: أنه ثناءٌ يُحمَل معنى الدعاء، ومما يشهد لهذا الحديثُ الضعيفُ الذي فيه: (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيتُه أفضل ما أُعطي السائلين).

وقال أمية بن أبي الصلت في مدح عبد الله بن جدعان:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني          حياؤك إن شيمتَك الحياءُ
إذا أثنى عليك المرءُ يومًا            كفاه من تعرُّضِك الثناءُ

قال بعض العلماء: فهذا مخلوقٌ حين نُسِب إلى الكرمِ اكتفى بالثناء عن السؤال، فكيف بالخالقِ؟

قال ابن بطال: حدثني أبو بكر الرازي قال: كنت بأصبهانَ عند أبي نعيم أكتبُ الحديثَ، وهناك شيخٌ يُقَال له: أبو بكر بن علي عليه مدارُ الفُتيا، فسُعِي به عند السلطان فسُجِن، فرأيتُ النبيَّ ﷺ في المنام وجبريلُ عن يمينِه يحرك شفتيه بالتسبيحِ لا يفتُرُ، فقال لي النبيُّ ﷺ: قل لأبي بكر بنِ علي يدعو بدعاءِ الكربِ الذي في صحيح البخاري حتى يُفرّج الله عنه، قال: فأصبحتُ فأخبرتُه، فدعا به، فلم يكن إلا قليلًا حتى أُخرِج.

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى