Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العقائدالمقالاترقائق

الطريقة الصحيحة للتوبة من ٣ كبائر عظيمة قد تعرضك لسخط الله وغضبه ولعنته وعذابه

وصف الله أهل الإيمان فقال: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32]، فهم يحرصون أشد الحرص على اجتناب كبائر الذنوب، ولكنهم مع ذلك قد يقعون في بعض الكبائر.

ولكنهم يبادرون بالندم والتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

وإذا أردت أن تتوب فلْتكن توبتك صحيحة وبدايتك مستقيمة؛ حتى لا تنتكس أو تضلَّ، فتعال نقف عن بعض الكبائر الشائعة وكيف نتوب منها توبة صحيحة.

(١)- ترك الصلاة:

ترك الصلاة ذنب عظيم عند الله، بل إن تأخير الصلاة عن وقتِها من الكبائر، قال الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، وقال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]، فهم صلَّوْا، لكنهم أخرُّوا الصلاة عن وقتها، أو صلَّوا بعض الصلوات وتركوا بعضًا.

وإذا أردت أن تتوب من هذا الذنب العظيم فافعل ثلاثة أمور:

١– اقض ما فاتك من الصلوات:

فإن كانت قد فاتتك صلاة فلا تؤخرْها لليوم التالي، بل قم الآن وصلِّها.

وإذا كانت لك سنوات لم تصلِّ فاحرص على قضاء هذا السنوات التي فاتتك، على حسب قدرتك واستطاعتك، دون إرهاق نفسك، فإن شئت فصلِّ كل يوم خمس صلوات مرة واحدة، أو صلِّ مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة، حتى تأتي على جميع ما فاتك، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].

وهذا على ترجيحنا أنه يجب قضاء الصلاة الفائتة، وهو قول أكثر الفقهاء.

٢- جاهِد نفسك ألا تفوتك صلاة فيما يأتي:

احرِص أشدَّ الحرص على ألا تفوتك صلاة حاضرة أبدًا، وحافظِ على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وأَتِمَّ ركوعَها وسجودَها وخشوعها، فقد قال النبي ﷺ: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافًا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة).

٣- احرِص على صلاة النوافل:

فاجتهد في الإتيان بما استطعت من نوافل الصلاة، فهي تجبر الخلل الذي يعتري الفرض، وفي الحديث الصحيح: (إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة”، قال: “يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئًا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعِه، ثم تؤخُذُ الأعمال على ذاكم).

ومن النوافل: الضحى، ووقته من بعد طلوع الشمس بحوالي ١٠-١٥ دقيقة، إلى قبل الظهر بمثل ذلك. وأقل ركعاتها ركعتان، وإن شئت فزد على هذا بما يفتح الله عليك، فالراجح عندي أنه لا حد لعدد ركعات الضحى.

ومنها: قيام الليل، ويبدأ بعد العشاء ويمتد إلى الفجر الصادق، وأقل ركعاته ركعتان، ولا حد لأكثره على الراجح.

ومنها: السنن الرواتب، والوتر، وغير ذلك.

(٢)- الزنا:

الزنا كبيرة عظيمة من أكبر الكبائر، وفاعلها متوعَّد بالعذاب إن لم يتب، قال ربنا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 68 – 70].

ومن أراد التوبة من هذا الذنب فعليه بأمور ثلاثة:

١– اقطع علاقتَك بمن فعلتَ معها هذا الذنب:

فحتى لا تنجرِف لمزيدٍ من المحرمات، اقطع علاقتك فورًا بمن فعلت معها هذه الكبيرة العظيمة، إن كانت معك في عمل فاتركه، وإن كانت بجوار بيتك فابحث عن بيتٍ بعيد عنها، بل تحول عن المدينة إن لزم الأمر وهاجر فرارًا بدينك.

٢- اقطع كل سبيل قد يوقعك في هذا الذنب:

فربنا قال في كتابه: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء: 32]، فاقطع كلَّ سبيل قد يوقعك في هذا الذنب، فلا تطلقِ النظر المحرم إلى النساء، ولا تخلو بامرأة، بل لا تتجاوز في الكلام مع امرأة بما قد يسبب لك فتنة، وقد قال ربنا لنساء نبينا ﷺ: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].

فأغلِق باب الفتنة، ولا تدعِ الشيطان يوقعك في الحرام ويستدرجك إلى فعل الكبيرة وأنت من حيث لا تشعر.

٣- اجتهِد في عمل الطاعات:

من صدق توبتِك أن تجتهد في طاعة ربك، فابذل وسعَك في عمل الصالحات، فقد قال ربنا سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، وقال سبحانه: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 71].

(٣)- الخمر والمخدرات:

الخمر من الذنوب العظيمة التي جاء فيها وعيدٌ باللعن والطرد من رحمة الله، وقد انتشرت الخمر والمخدرات في زماننا بكثرة بين شباب المسلمين، نسأل الله أن يسلمنا وأولادَنا.

ومن أراد التوبة من هذا الذنب العظيم فعليه بثلاثة أمور:

١– ادع الله أن يعينَك على التخلص من هذا الإدمان:

إن التخلص من المخدرات التي اختلطت بدمِك ولحمك ليس بالأمر اليسير، بل هو شاقٌّ وعسيرٌ، ولكن الصعاب تهون بتيسير الله تعالى، فالجأ إلى ربِّك وسلْه أن يعينَك على التخلص من ذنوبِك جميعِها، قل: يا تواب تب عليَّ، يا غفور اغفر لي، تذلل بين يديه سبحانه واطلب منه العون، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

٢-كن قويًّا وجاهِد نفسك:

فالتوبة لابد لها من عزمٍ قويٍّ، فجاهِد نفسَك وكن قويًّا بربِّك، واعلم أنك إذا استعنتَ بربك سبحانه وجاهدتَ نفسك سيعينك سبحانه، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

٣- اهجر رفاق السوء:

فأصحاب السوء هم أعظم سبب لوقوعك في المعاصي، وبخاصة المخدرات، فغالبًا سببُ الإدمان عليها هو الانسياقُ خلف رفاقِ السوء والانخداعِ بهم.

عن المرءِ لا تسألْ وسَلْ عن قرينِه             فكلُّ قرينٍ بالمُقارَن يقتدي

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى