Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الدروس العلميةالعقائدالمقالات

٣ كلمات إذا قلتها وجبت لك الجنة، بنص كلام النبي ﷺ.. هذه الكلمات تجعلك تذوق حلاوة الإيمان، وتؤمن بالله ربًّا.. أصول الإيمان ح١ من ربك؟

عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول اللهﷺ يقول: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا) [أخرجه مسلم].

وعن أبي سعيد الخدري، أن رسولَ الله ﷺ قال يا أبا سعيد: (من رضِي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنةُ) [أخرجه مسلم].

فكيف نؤمن بالله ربًّا؟

تعال بنا نعرف معنى الرب، ولكن قبل ذلك نشير إلى أن الإيمان بالله يقسمُه العلماء إلى أقسام.

أقسام التوحيد والإيمان بالله

يقسم عددٌ من العلماء التوحيدَ والإيمان بالله إلى قسمين:
الأول: توحيدُ المعرفة والإثبات، ويشملُ الإيمانَ بوجود الله، وربوبيتِه، وأسمائِه وصفاتِه.
والثاني: توحيدُ القصد والطلب، ويشمل الإيمانَ بألوهية الله تعالى.

وقسمه بعضُهم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: توحيد الربوبية، ومن أجود ما قيل في تعريفه: هو إفراد الله في ذاتِه، وأفعاله.
والثاني: توحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادةِ.
والثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهو الإيمان بما سمَّى ووصف الله نفسَه في كتابه الكريم.

وقسَّمه بعضُهم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: توحيد الذات.
والثاني: توحيد الصفات.
والثالث: توحيد الأفعال.

وقسمه بعضُهم إلى أربعة أقسام:

الأول: الإيمان بوجود الله.
والثاني: الإيمان بربوبية الله.
والثالث: الإيمان بألوهية الله.
والرابع: الإيمان بأسماء الله وصفاته.

وأرى أنه لا تثريب على من قسَّم هذه التقسيمات إلا إذا كان يترتبُ على هذا التقسيم أمرٌ يخالف الكتابَ والسنةَ، أو نفي ما ثبتَ دخولُه في مُسمَّى الإيمان، والله أعلم.

ومما يشهد لتقسيم التوحيد إجمالًا: قول الله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65]، فذكر توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة.

وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ} [الناس: 1 – 3].

الإيمان بوجود الله وربوبيته

أدلة على توحيد الربوبية:

قال ربنا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، وما سبق من الآيات في أقسام التوحيد، وكل آيةٍ في القرآن فيها اسمُ الرب تبارك وتعالى فهي دليلٌ على هذا النوع من التوحيد.

وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أنه سمع رسولَ الله ﷺ يقول: (ذاق طعمَ الإيمانِ من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا) [أخرجه مسلم].

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسولَ الله ﷺ قال: (يا أبا سعيد! من رضِي بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وجبَت له الجنةُ)، فعجِب لها أبو سعيد، فقال: أعِدْها عليَّ يا رسول الله، ففعل.. [أخرجه مسلم]

معنى الربوبية:

الربوبية صفة الله، وهي مأخوذة من اسم الرب، والربُّ في كلام العرب يُطلَق على معانٍ؛ منها: المالك، والسيد، والمصلح، والمربي، والمنعم.

فمن إطلاق الرب على السيد: قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} [يوسف: 41]، وقوله: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23]، ففي أحد الوجه أنه أراد سيدَه.
ومن إطلاقه على المالك: قولهم: رب البيت، يعنون: مالكه. قال العلماء: ولا يُطَلق الرب غيرَ مضافٍ إلا على الله تعالى، وإذا أُطلِق على غيره أُضيف، كرب الإبل، ورب الدار؛ أي: مالكها.

وأما في الاصطلاح؛ فأرى أن من أفضل ما يُعَرَّف به قولنا: هو: إفراد الله في ذاته، وأفعاله.
فنفردُه في ذاته، فهو واحد لا نِدَّ له، ولا شريك له، فردٌ صمَدٌ.
ونفردُه في أفعالِه سبحانه؛ فنفرُده بالخلق، والملك، والتدبير، والإحياء، والإماتة، والرزق، وغيرِ ذلك من أفعاله التي تأتي معنا في باب الأسماء والصفات.

دفع إشكال:

يشترك البشرُ في بعض الأفعال التي ذكرنا أنه يجب إفرادُ الله تعالى بها، كالخلق، والملك، والسيادة، والتدبير، وغيرِها، وهذا مثال أذكرُه يدل على هذه المشاركة من الكتاب والسنة، وهو: فعل الخلق.

فقد قال الله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، وقال: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي} [المائدة: 110].
وفي الحديث: (ومن أظلمُ ممن ذهب يخلُقُ كخلقِي). [أخرجه البخاري، ومسلم].
وقال النبي ﷺ: (إن أصحابَ هذه الصورِ يُعذَّبون يومَ القيامة، يُقَالُ لهم: أحيوا ما خلقتُم) [أخرجه البخاري، ومسلم].
فأثبَت أن للبشر خلقًا.
وقال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: 3].

فما جواب ذلك؟

فأقول: إن خلقَ البشرِ يختلفُ عن خلق ربِّ العالمين من وجوه:

الأول: أن خلقَ البشرِ إنما هو تحويلُ الشيء من صورةٍ إلى أخرى، فهم لا يخلقون شيئًا من العدم، بخلاف رب العالمين سبحانه، فقد خلق الخلقَ من العدم، ولهذا قال النبي ﷺ: (كان الله ولم يكُن شيءٌ غيرُه، وكان عرشُه على الماء، وكتَب في الذكرِ كلَّ شيءٍ، وخلق السمواتِ والأرضَ..) [أخرجه البخاري، ومسلم].

الثاني: أنهم وإن خلقوا بعضَ الأشياء بتحويلِها من صورةٍ إلى أخرى، فمهما فعلوا فلن يستطيعوا خلقَ شيءٍ على مثالِ ما خلقه ربُّ العالمين، ولهذا قال ربنا: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج: 73].

الثالث: أن فِعلَهم هذا إنما هو من خلق الله سبحانه، فهم لا يملكون تحويلَ شيء من من صورةٍ إلى أخرى إلا بمشيئة الله لهم، فرجع الأمر إلى رب العالمين سبحانه، ولهذا قال ربنا: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96].

فحاصل الأمر في ذلك أنه يجب إفرادُ الله تعالى في أفعالِه التي تفرد بها وحدَه سبحانه، فالله سبحانه الخالق الذي لا يُشبِه خلقُه خلقَ غيرِه، ولا يستطيع غيرُه أن يخلُقَ كخلقِه، وهو الملك الذي لا يعلو ملك فوق ملكه، ولا يزول مُلكُه ما تعاقب الليل والنهار، وهو الرزاق الذي لا تفيضُ خزائنُه ولا تفنى، وهو السيد الذي لا يُقهَر ولا يُغلَب، ولأجل هذا فقد جاء في الحديث: عن عبد الله بن الشِّخِّير قال: انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول الله ﷺ: فقلنا: أنت سيدُنا، فقال: (السيدُ الله تبارك وتعالى) [أخرجه البخاري، ومسلم].

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى