Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العقائدالمقالاترقائق

٣ ذنوب من الكبائر العظيمة رأى النبي ﷺ أصحابها يعذبون في القبر ويفعلها كثير من الناس

هذه ثلاثة ذنوب من الكبائر العظيمة، رأى النبي ﷺ أصحابها يعذبون في القبر، وللأسف فإن كثيرًا من الناس يفعلونها هذه الأيام، فانتبه أيها المسلم وكن على حذر، سلمني وإياك من عذاب القبر.

١- الكبر:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي ﷺ قال: (بينمَا رجلٌ يجرُّ إزارَه من الخُيَلَاءِ خُسِفَ به، فهو يتَجلجَلُ في الأرضِ إلى يومِ القيامةِ). [أخرجه البخاري. الخُيَلاء: الكبر والتبختر مع الإعجاب بالنفس. يتجَلجَلُ: يتحرك ويَهوِي في أعماقِ الأرضِ، والجلجلَةُ الحركةُ مع الصوتِ].

وفي روايةٍ: (بينمَا رجلٌ يمشي في حُلَّةٍ، تُعْجِبًه نفسُه، مُرَجِّلٌ جُمَّتَه، إذ خَسَفَ الله به، فهو يَتجلجَلُ إلى يومِ القيامةِ). [أخرجها البخاري، ومسلم. حُلَّةٍ: ثوبان من نوعٍ واحدٍ. مُرَجِّلٌ جُمَّتَه: مُسرِّح رأسه، والجمة هي الشعر الذي يتدلى إلى الكتفين، أو هو مجمع شعر الرأس].

قال العلماء: كأنَّ المُختالَ تخيَّل فضيلةً في نفسه على غيرِه، فاختالَ متكبرًا بها في مشيِه على غيرِه، فأمرَ الله الأرضَ فابتلَعتْه، فهو يغوصُ في الأرضِ ويضطربُ ويتحرَّكُ في نزولِه فيها إلى يومِ القيامةِ، وفي هذا تحذيرٌ من الخُيَلاءِ، وترهيبٌ من التَّكبُّرِ.

قالوا: وهذا الحديثُ يفيدُ تركَ الأمنِ من تعجيلِ المؤاخذةِ على الذنوبِ، وأنَّ عُجْبَ المرءِ بنفسِه وثوبِه وهيئتِه حرامٌ وكبيرةٌ.

قالوا: وإعجابُ الرجلِ بنفسِه هو: ملاحظتُه لها بعينِ الكمالِ والاستحسانِ مع نسيانِ مِنَّةِ الله تعالى، فإنْ رفعَها على الغيرِ واحتقرَه فهو الكِبْرُ.

قلت: وظاهرُ الحديثِ أنه يُعَذَّبُ هذا العذابَ في قبرِه؛ بدليلِ قولِه ﷺ: (فهو يَتجلجَلُ إلى يومِ القيامةِ).

والكبر عرفه النبي ﷺ بأنه (بطر الحق، وغمط الناس)، فقد سئل: الكبر أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان، لهما شراكان حسنان؟ قال: (لا).

قال: هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها؟ قال: لا.

قال: الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها؟ قال: لا.

قال: أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: لا.

قيل: يا رسول الله! فما الكبر؟

قال: (سفه الحق، وغمص الناس).

فاحتقار الناس، ورفض الحق وعدم الخضوع له هذا هو الكبر الذي ذمَّه الله تعالى، وتوعَّد عليه بالعذاب.

٢- عدم التنزه من البول:

عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: مرَّ رسولُ الله ﷺ على قبرَين، فقال: (إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبيرٍ، أما هذا فكان لا يستَتِرُ من بوله، وأما هذا فكان يمشِي بالنَّميمة). ثم دعا بعَسِيبٍ رطْبٍ فشقَّه باثنين، فغرَس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: (لعلَّه يُخفَّفُ عنهما ما لم ييْبَسا). [أخرجه البخاري، ومسلم. قال النووي رحمه الله: وأما قول النبي ﷺ: (لا يستتِرُ من بولِه): فروي ثلاث روايات؛ (يستتر)، و (يستَنْزِه)، و (يستبرِئ)، وكلها صحيحةٌ، ومعناها لا يتجنَّبُه، ولا يتحرَّزُ منه].

وفي لفظ للبخاري: (يُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبيرٍ، وإنه لكبيرٌ).

وفي لفظ لمسلم: (قال: وكان الآخر لا يستنْزه عن البولِ أو من البولِ).

وفي لفظ للنسائي: (كان أحدهما لا يستبرِئُ من بولِه).

قال العلماء: قولُه ﷺ: (وما يُعذَّبان في كبيرٍ): فيه احتمالاتٌ: أحدهما: أنه ليس بكبيرٍ في زعمِهما.
والثاني: أنه ليس بكبيرٍ عليهما تركُه.
والثالث: ليس بأكبرِ الكبائرِ.
والمرادُ بهذا الزجرُ والتحذيرُ لغيرِهما، أي: لا يتوهَّمُ أحدٌ أنَّ التعذيبَ لا يكون إلا في أكبر الكبائرِ الموبقات، فإنَّه يكونُ في غيرِها.
وسببٌ كونِهما كبِيرين أنَّ عدمَ التنزُّهِ من البولِ يلزَمُ منه بطلانُ الصلاةِ، فتركُه كبيرةٌ بلا شك.
والمشيُ بالنميمةِ والسعيُ بالفسادِ من أقبحِ القبائحِ. ووضعُه ﷺ الجَريدتين على القبرِ محمولٌ على أنَّه صلى الله عليه وسلم سألَ الشفاعةَ لهما فأُجِيبتْ شفاعتُه صلى الله عليه وسلم بالتخفيفِ عنهما إلى أن يَيْبسَا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله ﷺ قال: (أكثرُ عذابِ القبرِ في البولِ). [إسناده صحيح: إسناده صحيح: أخرجه أحمد، وابن ماجه. وقد صححه بعض أهل العلم، وأعله آخرون، والظاهر لي صحته، والله أعلم].

فعدم التنزه من البول هو: عدم التحفظ والاحتراز منه.

واعلم أنَّه لا يجوزُ لك أن تبالِغ في التنزُّه من البولِ حتى تكونَ موسوسًا، فإن بعضَ الناسِ قد يصِلُ به الوسواسُ إلى أن يظَلَّ ساعةً في الحمامِ يبولُ، ولو تخلَّصَ من الوسواسِ ما أخذَ بولُه من وقتِه أكثر من بضعَ دقائقَ، فاعلم أنَّ خيرَ الأمورِ الوسط، فلا تفريطَ ولا إفراط.

٣- الفطر في رمضان:

عن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه قالَ: سمعْتُ رسولَ الله ﷺ يقولُ: (بينا أنا نائمٌ إذ أتاني رجلانِ، فأخذا بضَبْعِي، فأتَيَا بي جبَلًا وعْرَا، فقالَا: اصعَدْ.

فقلت: إني لا أطيقُه.

فقالا: إنَّا سنُسَهِّلُه لك.

فصعَدْتُ حتى إذا كنت في سَواء الجبلِ إذا بأصواتٍ شديدةٍ.

قلت: ما هذه الأصواتُ؟

قالوا: هذا عُوَاءُ أهلِ النارِ.

ثم انطلقَ بي، فإذا أنا بقومٍ مُعَلَّقِين بعَراقِيبِهم، مُشَقَّقةٍ أشداقُهم، تسِيلُ أشداقُهم دمًا.

قال: قلت: من هؤلاءِ؟

قال: هؤلاءِ الذين يُفطِرونَ قبل تَحِلَّةِ صومِهم.. [إسناده صحيح: أخرجه ابن حبان، وابن خزيمة، والحاكم. عُواء: صياح. العُرقوب: من الإنسان وتَرٌ غليظٌ فوق العَقِب، والعَقِبُ: عظمٌ مُؤخَّرَ القدمِ. أشداقُهم: الشِّدق: جانبُ الفمِ].

فهذه عقوبةُ الذي يُفطرُ في رمضان عامدًا من غير عذر، يُعَلَّقُ من عُرقوبة، وهو وتَرٌ في القدمِ، قد تقطَّعَ فمُه، وهو يسيلُ دمًا، جزاءً وفاقًا. وكما أنهم أفطَروا قبل تحلَّةِ صومِهم في الغالبِ بالأكلِ والشُّربِ بأفواهِهم، فإنهم يُعَذَّبون في تلك الأفواه التي عصَوا الله بها.

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى