Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالاترقائق

شيء لو عملتَه في أولِ عشرِ ذي الحجة يغفرُ الله عزّ وجلّ به جميع ذنوبك ويحبك ويرضى عنك

ها هي أيام عشرِ ذي الحجة المباركة قد أقبلت، نسأل الله أن يرزقنا خيرها وبركتها، وهذه أيام مباركة، ويستحب فيها الاجتهاد في طاعة الله عز وجل، قال النبي ﷺ: (ما منْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيامِ العشر.
فقالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟
فقال رسولُ اللهِ ﷺ: ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ منْ ذلك بشيءٍ).

وسوف أذكر عملًا واحدًا، احرص عليه، وأضمن لك أنك إذا عملته والله سيغفر الله جميع ما مضى من ذنوبك، الكبائر والصغائر، وسوف يحبك الله عز وجل ويرضى عنك، وكل هذا بالأدلة من كتاب ربنا وسنة نبينا محمد ﷺ.

هذا العمل هو: أن تتوب الى الله وتستغفره من ذنوبك.

قلتُ لك: أنك إذا فعلتَ هذا أحبك الله، والله هو الذي قال ذلك في كتابه العظيم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ} [البقرة: 222]، فالتائب حبيب الله عز وجل.

إن الله يحب الذي يُقبِل عليه سبحانه ويستغفره، ويقول: يا رب أنا تائب فاقبلني! بل ويغفر له جميع الذنوب الصغائر والكبائر، فأنتَ لو تُبتَ إلى الله صادقاً غفر لك كلَّ ذنوبك كأنك ولدتَ من جديد، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

قال الله عز وجل: {وَمَن يَعمَل سوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفورًا رَحيمًا} [النساء: 110]، هذا وعد من الله سبحانه، أنك إذا استغفرت فسوف يغفر لك، وإذا غفر الله ذنبك محاه، فلا تُسأل عليه، ولن تُحاسَبَ.

 وانتبه أيها المسلم، فالتوبة ليست كلمة، فلو قلت: يا ربِّ أنا تائبٌ إليك، فهذه ليست توبة صحيحة، فما هي التوبة؟

إن التوبة: عزمٌ في القلب ألّا تعود، وندمٌ على ما فعلتَ، واجتهادٌ في طاعة الله عز وجل.

فالتوبة الصادقة لابد لها من ثلاثة أمور:
الأول: ندم على ما فات.
الثاني: عزم ألّا تعود إلى هذا الذنب مستقبلًا.
الثالث: اجتهاد في طاعة الله عز وجل.

في آياتٍ من سورة الفرقان ذكر الله عزّ وجلّ أكبر الكبائر، فقال الله عز وجل: {وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ وَمَن يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثامًا * يُضاعَف لَهُ العَذابُ يَومَ القِيامَةِ وَيَخلُد فيهِ مُهانًا * إِلّا مَن تابَ} [الفرقان: 68-70]، ثم قال بعدها – وهذا محل الشاهد: {إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا} [الفرقان: 70]، فالمطلوب أن نجتهد في طاعة الله، ونحزن على ما فات، ونقلع عن الذنب، وننوي ألّا نعود، فهذا يغفرُ الله عزّ وجلّ به ذنوبَنا جميعًا، ويحبُّنا ويرضى عنا.

ولا تظنَّ أيّها القارئ الكربم أنّ العاصي هو الذي يحتاج إلى التوبة، فقد قال ربنا سبحانه: {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ} [النور: 31]، فلابد لنا جميعًا أن نتوبَ إلى الله عزّ وجلّ دائمًا.

(والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)، قالها نبينا المعصوم محمد ﷺ، فحرِيّ بي وبك – وحالنا لا يخفى – أن نستغفر الله عز وجل ونتوب إليه في اليوم كثيرًا!

إذًا المطلوب منكم يا كرام في هذه الأيام العشر المباركة: أن تبدؤوها بتجديد التوبة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الإيمانَ ليخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يخلَقُ الثَّوبُ فسلُوا اللهَ تعالى أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم)، فالإيمان يَبلَى ويضعُف كما يبلى الثوب الجديد.

فاللهم جدد الايمان في قلوبنا وتب علينا توبةً نصوحًا تُرضِيك عنّا.

استمع على موقع ساوند كلاود:


سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى