Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المقالاترقائق

٨ ذنوب قال النبي ﷺ أنها من الكبائر العظيمة.. احذرها فمن فعلها فقد ظلم نفسه ظلمًا عظيمًا

هذه ٨ ذنوب قال النبي ﷺ أنها من الكبائر العظيمة، فاحذرها يا أخي فمن فعلها فقد ظلم نفسه ظلمًا عظيمًا، وللأسف فإن كثيرًا من المسلمين اليوم يفعلها، أسأل الله أن يجنبني وإياك الذنوبَ صغيرَها وكبيرَها.

في الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا).
قالوا: بلى يا رسول الله!
قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئا فقال: ألا وقول الزور).

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي ﷺ: (أي الذنب أعظم عند الله؟)
قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك).
قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟
قال: (وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك).
قلت: ثم أي؟
قال: (أن تزاني حليلة جارك).

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله ﷺ الكبائر – أو سئل عن الكبائر – فقال: (الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين).
وقال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) قال: (قول الزور – أو قال: شهادة الزور -)، قال شعبة: وأكبر ظني أنه شهادة الزور.

وعند البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! ما الكبائر؟
قال: (الإشراك بالله).
قال: ثم ماذا؟
قال: (ثم عقوق الوالدين).
قال: ثم ماذا؟
قال: (اليمين الغموس).
قلت: وما اليمين الغموس؟
قال: (الذي يقتطع مال امرئ مسلم، هو فيها كاذب).

وعند أحمد بسند حسن بطرقه عن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: (من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر، فإن له الجنة).
وسألوه: ما الكبائر؟
قال: (الإشراك بالله، وقتل النفس المسلمة، وفرار يوم الزحف).

١– الشرك بالله:

الإشراكُ بالله تعالى كبيرةٌ من أعظمِ الكبائر. والشِّرْكُ شِرْكانِ: أكبرُ، وأصغرُ. والشِّركُ الأكبرُ هو: صرْفُ شيءٍ من أنواعِ العبادةِ لغير الله، من شجرٍ، وحجرٍ، وشمس، وقمرٍ، وإنسانٍ؛ كدعاء غير الله، والتقرّب بالذبائح والنذور لغير الله، والخوف من الموتى اعتقادًا أنهم يضرون وينفعون، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، ونحو ذلك. وعنْدَ إطلاقِنا لكلمةِ (الشِّرك) فإنَّما يُرَادُ بها الشركُ الأكبر غالبًا.

ولا يظننَّ ظانٌّ أن الشركَ الأكبر لا يوجد في هذه الأمة، في هذه الزمان الذي نعيشه، لا والله، إنه واقعٌ مشاهَدٌ، ولو أنك ذهبتَ عند قبر السيد البدوي في طنطا، أو قبر إبراهيم الدسوقي في كفر الشيخ، أو القبر المنسوب للحسين رضي الله عنه في القاهرة – لرأيتَ مسلمين يدعون غيرَ الله، ويستغيثون بغير الله، ويتبرَّكون بموتى لا يملِكون حولًا ولا قوةً، بل لوجدتَ بعضهم يظن أن هذا الميتَ ينفع ويضرُّ، وما هذا إلا بسبب انتشارِ الجهل، وقلة العلم، نسأل اللهَ أن يُصلِحَ أحوال المسلمين.

٢– عقوق الوالدين:

عقوق الوالدين كبيرة عظيمة، والأدلة على هذا كثيرة في كتاب الله وسنة النبي ﷺ. قال القرطبي: ولا خلاف أن عقوقَهما من أكبرِ الكبائرِ.

وعقوق الوالدين هو: كل فعلٍ، أو قولٍ، يتأذى به الوالدان من ولدهما، إلا أن يكون في هذا القول والفعل طاعة لله تعالى، فلا عبرة حينها برضاهما أو سخطهما، والله أعلم.

فمن صور عقوق الوالدين: سبهما، أو لعنهما، أو إغلاظ القول لهما، أو التكبر عليهما، أو التسبب في بكائهما، أو تقديم الزوجة أو الصديق عليهما، أو عدم طاعتهما فيما ليس إثما وكان مستطاعًا، والبخل عليهما بالنفقة، والله أعلم.

٣– قول الزور أو شهادة الزور:

قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: شهادةُ الزُّورِ هي: الشَّهادةُ بالكذبِ والباطِلِ، وإنما كانتْ من أكبرِ الكبائرِ؛ لأنه يُتَوصَّلُ بها إلى إتلافِ النُّفُوسِ والأموالِ، وتحليلِ ما حرَّم الله تعالى، وتحريمِ ما أحلَّ، فلا شيء من الكبائرِ أعظمُ ضررا، ولا أكثرَ فسادًا منها بعد الشّركِ.

وقال الذهبي رحمه الله: شاهِدُ الزُّور قد ارتكب عظائمَ: أحدُها: الكذبُ والافتراءُ. وثانيها: أنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادتِه مالَه وعرضَه وروحَه. وثالثها: أنه ظلم الذي شهد له؛ بأن ساق إليه المالَ الحرامَ، فأخذهَ بشهادته ووجبتْ له النارُ. ورابعُها: أنه أباحَ ما حرَّمَ الله وعصمَه من المالِ، والدمِ، والعِرضِ.

٤– قتل الولد:

قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام: 151].

٥– قتل النفس:

اشتملَ كتابُ ربِّنا عز وجل وسنة نبيِّنا ﷺ على وعيدٍ شديدٍ، وعقابٍ أليمٍ لكلِّ من قتل نفسًا – ولو غير مسلمةٍ – ظلمًا وعدوانًا، وأنَّ ذلك ليس من الكبائرِ وحسب، بل هو من أكبرِها وأشنعِها.

٦- الزنا بحليلة الجار:

وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: عدُّ الزنا من الكبائر هو ما أجْمَعُوا عليه، بل في الحديثِ الصحيحِ أنه بحليلةِ الجارِ من أكبرِ الكبائرِ، وأفحشُ أنواعِه الزنَا بحليلةِ الجارِ.

قال: والزنا له مراتبُ: فهو بأجنبيَّةٍ لا زوجَ لها عظيمٌ، وأعظمُ منه بأجنبيَّةٍ لها زوجٌ، وأعظمُ منه بمَحْرَمٍ، وزنا الثَّيِّبِ أقبحُ من البكرِ بدليلِ اختلافِ حدَّيْهِما، وزنا الشيخُ لكمالِ عقلِه أقبحُ من زنا الشابِ، والحُرِّ والعالمِ لكمالهما أقبحُ من القِنِّ – أي العبْدِ – والجَاهلِ.

٧- اليمين الغموس:

واليمين الغموس هي: اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت غموسًا، لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار.

قلت: وصاحبُ اليمينِ الغَمُوسِ فعل عدَّةَ كبائرَ مجتمعةً: فأوَّلها: الكذبُ. وثانيها: الحلفُ بالله كذبًا، وهذا فيه عدمُ تعظيمٍ لله تقدَّستْ أسماؤه. وثالثها: الغِشُّ، والخِداعُ، والاحتيالُ على المسلمينَ. ورابعها: الظلمُ. وخامسها: أكلُ الحرامِ.

٨– الفرار يوم الزحف:

قال ابن عطيَّة الأندلسي: الفرارُ من الزَّحفِ كبيرةٌ من الكبائرِ بإجماعٍ.

قلت: والفرارُ يوم الزحفِ كبيرةٌ، إلا في ثلاثةِ مواضع:

الأول: أنْ يزيدَ العدوُّ على ضعفِ المسلمين، وهذا قول جمهورِ العلماء.

الثاني، والثالث: لتحرُّفٍ لقتالٍ، أو لتحيُّزٍ إلى فئةٍ يُستنجَدُ بها.

قال الله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16].

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى