Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رقائق

٣ ذنوب من الكبائر عذب الله من فعلها في النار ويفعلها كثير من الناس اليوم

هذه ذنوبٌ صغيرة عند كثيرٍ مِن الناس، هكذا يحسبونها، لكن {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]، قد ترى الذنب صغيرًا مِن وجهة نظرك، لكنه عند الله تعالى من عظائم الذنوب، فانتبه يا أخي وكن على حذر.
إن معرفة هذه الذنوب أمر مهم جدًّا؛ لتكون منها على حذر، كما قال القائل:

عرفت الشر لا للشر          ر لــكــن لتــــــوقِّيه
ومن يعرفِ الشَّرَّ                من الخيرِ يقَعْ فيه

١- رجل دخل النار بكلمة:

عن جُنْدُبٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث (أن رجلًا قال: والله لا يغفر اللهُ لفلانٍ، وإن الله تعالى قال: مَن ذا الذي يتألَّى عليَّ ألَّا أغفر لفلانٍ؟ فإني قد غفرتُ لفلان، وأحبطتُ عملَك، أو كما قال). [أخرجه مسلم].

وعن ضَمْضَم بن جَوْس رحمه الله قال: دخلتُ مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بشيخٍ مصفر رأسه، برَّاق الثنايا، معه رجل أدعج جميل الوجه شاب، فقال الشيخ: يا يمامي، تعالَ، لا تقولن لرجل أبدًا: لا يغفر الله لك، والله لا يدخلك الله الجنة أبدًا، قلت: ومَن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا أبو هريرة، قلت: إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله أو لخادمه إذا غضب عليها، قال: فلا تَقُلْها.

ثم قال أبو هريرة: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كان رجلانِ من بني إسرائيل متواخيينِ، أحدٌهما مجتهدٌ في العبادة، والآخر مذنبٌ، فأبصر المجتهدُ المذنبَ على ذنب، فقال له: أقصِر، فقال له: خلِّنِي وربي، قال: وكان يعد ذلك عليه، ويقول: خلِّني وربي، حتى وجده يومًا على ذنب فاستعظمه، فقال: ويحك أقصر، قال: خلِّني وربي، أبُعثت عليَّ رقيبًا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أبدًا، أو قال: لا يُدخِلك الله الجنة أبدًا.

فبُعث إليهما مَلَكٌ فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده جل وعلا، فقال ربنا للمجتهد: أكنت عالِمًا، أم كنت قادرًا على ما في يدي، أم تحظر رحمتي على عبدي؟ اذهب إلى الجنة – يريد المذنب – وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار).

في رواية: قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده، لَتَكلَّمَ بكلمة أوبقَت دنياه وآخرته. [أخرجه أبو داود وأحمد وابن المبارك في “الزهد والرقائق” بسند صحيح].

وهكذا حبِط عملُ الرجل بكلمة واحدة، فاحذر كلامك، وأمسِكْ عليك لسانك، إن هذه الكلمة كبيرة من الكبائر، فلا أحد يعرف مَن في الجنة ومَن في النار، من المغفور له، ومن المغضوب عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه سمِع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد ليتكلَّمُ بالكلمة، ما يتبين فيها، يزلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق). [أخرجه البخاري ومسلم].

وفي رواية: (إن العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة مِن سَخَطِ الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم). [أخرجه البخاري].

٢- رجل يعذَّب في قبره بسبب بَوْله:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة، فسمِع صوت إنسانينِ يُعذَّبانِ في قبورهما، فقال: (يعذَّبان، وما يعذبان في كبير، وإنه لكبيرٌ، كان أحدُهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يمشي بالنميمة). [أخرجه البخاري ومسلم].

لم يكن أمرًا عظيمًا يصعُب تركُه ويشُق الإعراض عنه، ثم قال: “وإنه كبير”؛ يعني عند الله عز وجل.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يستترُ من البولِ): رُوِي على ثلاثِ رواياتٍ؛ “يستتر”، وهي الروايةُ الأشهرٌ والأكثر، و”يستنزِه”، و”يستبرئ”، وكلُّها صحيحةٌ. ومعناها: لا يتجنَّبُه, ويتحرَّزُ منه، قال بعضُ العلماء: ومعنى الاستتارُ أنه لا يجعلُ بينَه وبين بولِه سترةٌ, يعني لا يتحفَّظُ منه. قال بعضُ العلماء: وسببُ كونِه كبيرةٌ أن عدمَ التنزهِ من البولِ يلزمُ منه بطلانُ الصلاةِ؛ فتركُه كبيرةٌ بلا شك.

فهو يتبولُ مسرعًا وينصرف، فربما تسقط قطراتٌ من بوله في ثيابِه، أو يبولُ واقفًا على مكانٍ صلبٍ أو في مهبِّ الرياح، فيرتَدُّ بولُه على ثيابِه، وكلُّ هذا لا يجوزُ. وليس معنى هذا أن يكونَ عندك وسواسٌ، بل خيرُ الأمورِ الوسطُ، فلا تفريطٌ ولا إفراطٌ.

٣- رجل يدخل النار في إسبال إزاره:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يجرُّ إزارَه من الخيلاء، خُسِف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة). [أخرجه البخاري ومسلم].

أبهذا الذنب يخسف اللهُ بهذا العبد؟ بلى، فانتبه وكن على حذر يرحمك الله.

قال العلماء: من جرَّ إزارَه خيلاءَ فقد أتى محرَّمًا وفعلَ كبيرةً, فأمَّا من جرَّ إزارَه لغير خُيَلاءَ: فاختلفوا؛ فقال فريقٌ منهم: يكره له ذلك، وقال آخرون: يحْرُمُ ذلك، وأكثرُ العلماءِ على الكراهةِ، والأحوط ترك ذلك، والله أعلم.

سعيد القاضي

محبكم طالب علم، وقارئ قرآن، وباحث ماجستير في الشريعة. مسلم سني، لا أنتمي لأي حزب أو جماعة ❤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى