بدأت احتفالاتُ رأس السنة الميلادية في كل مكان في العالم مع اقتراب يوم ١ يناير، وصار كثيرٌ من المسلمين يحتفلون بهذا اليوم كاحتفالِهم بعيدي الفطر والأضحى، بل ربما أكثر.
- فأين أنت من احتفالاتِ يوم رأس السنة؟
إن المسلمَ يحرصُ على أن يعبدَ ربَّه في كلِّ وقتٍ، وأن يفعلَ ما يقربُه من ربه سبحانه، ولهذا فإني سأذكر لك في هذا المقال عملًا إذا عملتَه غفر الله لك جميعَ ذنوبِك، الكبائر والصغائر.
ولكن قبل ذلك هناك عملٌ لابد أن تحذرَه وأن تتحنَّبَه في هذا اليوم، وهو: الاحتفال بيوم رأسِ السنة الميلادية.
فإن هذا ليس لنا بعيدٍ، فالنبيُّ ﷺ قد حدد أعيادَنا نحن المسلمين في عيدي الفطر والأضحى، فعن عائشة، أن أبا بكرٍ دخل عليها والنبيُّ ﷺ عندها يوم فطر أو أضحى، وعندها قَيْنتان تُغنيان بما تعازفتِ الأنصارُ يوم بُعَاث، فقال أبو بكر: مِزمار الشيطان. مرتين، فقال النبيُّ ﷺ: (دعهما يا أبا بكر ؛ إن لكل قومٍ عيدًا، وإن عيدَنا هذا اليومُ). [أخرجه البخاري].
فلا تُظهِرُ مظاهرَ الفرحِ في يومِ رأس السنة الميلادية، بل مثله مثل باقي الأيام، وإنما نظهرُ الفرحَ والسرورَ ونوسِّع على الأولاد في عيدي الفطر والأضحى.
- فما هو العملُ الذي إذا عملتَه في يوم رأس السنة الميلادية يغفرُ الله لك؟
إنه عمل يسير، وأنت تعرفُه من قبل لكنك في غفلةٍ عنه، إنه التوبةُ والاستغفارُ.
إنك إذا تبتَ من معاصيك، واستغفرتَ ربَّك بقلبِك ولسانِك غفر لك جميعَ ذنوبِك الماضية، مهما عظُمَت وكثُرَت.
وليست التوبةُ في ليلة رأسِ السنة فحسب، بل إن بابَ التوبة مفتوحٌ لا يُغلَقُ أبدًا، وفي الحديث: (إن الله عز وجل يبسُط يدَه بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهار، ويبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل، حتى تطلُعَ الشمسُ من مغربِها). [أخرجه مسلم].
فجدِّدِ التوبةَ إلى ربِّك، وارفع يديك وناجِ ربَّك: يارب! خذ بقلبي إلى هُداك، يارب! أعنِّي على التوبةِ النصوحِ، يارب! اشرَحْ صدري للهداية.
فاترُك ما أنت فيه من المعاصي، وسَلِ الله أن يُعينَك على التوبة النصوح، ولتكُن عزيمتُك ألا تعودَ إلى هذا الذنب، وتذكر دائمًا: إقلاعٌ وندمٌ، وعزيمةٌ على عدم العودة، هذا طريقُ التوبةِ.
قال الله تعالى: {إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا * وَمَن تابَ وَعَمِلَ صالِحًا فَإِنَّهُ يَتوبُ إِلَى اللَّهِ مَتابًا} [الفرقان: ٧٠-٧١].
إنك إذا تبتَ إلى ربِّك غفر لك ذنوبَك الماضية، فتُمحَى من صحيفتك ولا تُحاسَبُ عليها، فكأنَّك وُلِدتَ من جديدٍ، وفي الحديث عن عائشة، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: (اللهم حاسِبني حسابًا يسيرًا)، فلما انصرف، قلت: يا نبيَّ الله، ما الحسابُ اليسيرُ؟ قال: (أن يَنظرَ في كتابِه، فيتجاوزَ عنه). [أحمد بسند حسن].
لقد غفرها الله له بحُسن توبتِه، ولم يُحاسِبْه عليها، فأسأل الله أن يكتبَ لي ولك توبةً نصوحًا، وأن يأخذَ بقلوبنا إلى طريقِ الهداية، وأن يشرحَ صدورَنا لطاعتِه، وأن يجعلَ خيرَ أعمالِنا خواتمَها، وخيرَ أيامنا يوم نلقاه.
رابط صوتي على موقع الساوند كلاود: 👇 👇
